الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
الثاني: على ملة وهو قريب من معنى الأول، قاله مجاهد وقطرب وفي بعض المصاحف.{قالواْ إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى مِلَّةٍ}.الثالث: على قبلة، حُكي ذلك عن الفراء.الرابع: على استقامة، قاله الأخفش، وأنشد النابغة: الخامس: على طريقة، قاله عمر بن عبد العزيز، وكان يقرأ {عَلَى أُمَّةٍ} بكسر الألف والأمة الطريقة من قولهم أممت القوم. حكاه الفراء.{وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} قال قتادة متبعون. وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، وأبي سفيان، وأبي جهل، وعتبة، وشيبة ابني ربيعة من قريش.قوله عز وجل: {وَإِذْ قال إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ} البراء مصدر موضع الوصف، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، فكأنه قال إنني بريء.{مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} وهذا استثناء منقطع وتقديره، لكن الذي فطرني أي خلقني:{فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} وقيل فيه محذوف تقديره إلا الذي فطرني لا أبرأ منه {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} قال ذلك ثقة بالله وتنبيهًا لقومه أن الهداية من ربه.قوله عز وجل: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيةً فِي عَقِبِهِ} فيها ثلاثة أقاويل:أحدها: لا إله إلا الله، لم يزل في ذريته من يقولها، قاله مجاهد، وقتادة.الثاني: ألا تعبدوا إلا الله، قاله الضحاك.الثالث: الإسلام، لقوله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ} قاله عكرمة. وفي {عَقِبِهِ} ثلاثة أوجه:أحدها: ولده، قاله عكرمة.الثاني: في آل محمد صلى الله عليه وسلم، قاله السدي.الثالث: من خلفه، قاله ابن عباس.{لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ} فيه أربعة أوجه:أحدها: يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.الثاني: يتوبون، قاله ابن عباس.الثالث: يذكرون، قاله قتادة.الرابع: يرجعون إلى دينك الذي هو دين إبراهيم، قاله الفراء.قوله عز وجل: {وَقالواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ} أما القريتان فإحداهما مكة والأخرى الطائف.وأما عظيم مكة ففيه قولان: أحدهما: أنه الوليد بن المغيرة، قاله ابن عباس.الثاني: عتبة بن ربيعة، قاله مجاهد.وأما عظيم الطائف ففيه أربعة أقاويل:أحدها: أنه حبيب بن عمر الثقفي، قاله ابن عباس.الثاني: عمير بن عبد ياليل، الثقفي قاله مجاهد.الثالث: عروة بن مسعود، قاله قتادة.الرابع: أنه كنانة عبد بن عمرو، قاله السدي.قوله عز وجل: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} يعني النبوة فيضعوها حيث شاءوا.{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنَْيَا} يعني أرزاقهم، قال قتادة: فتلقاه ضعيف القوة قليل الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه.{وَرَفَعَنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} فيه خمسة أوجه:أحدها: بالفضائل، فمنهم فاضل ومنهم مفضول، قاله مقاتل.الثاني: بالحرية والرق، فبعضهم مالك وبعضهم مملوك.الثالث: بالغنى والفقر، فبعضهم غني، وبعضهم فقير.الرابع: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.الخامس: قاله السدي، التفضيل في الرزق إن الله تعالى قسم رحمته بالنبوة كما قسم الرزق بالمعيشة.{لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا} فيه وجهان:أحدهما: يعني خدمًا، قاله السدي.الثاني: ملكًا، قاله قتادة.{وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} فيه أربعة أوجه:أحدها: أن النبوة خير من الغنى.الثاني: أن الجنة خير من الدنيا.الثالث: أن إتمام الفرائض خير من كثرة النوافل.الرابع: أن ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم، قاله بعض أصحاب الخواطر.قوله عز وجل: {وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أَمَّةً وَاحِدَةً} فيه وجهان:أحدهما: على دين واحد كفارًا، قاله ابن عباس والسدي.الثاني: على اختيار الدنيا على الدين، قاله ابن زيد.{لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِ سُقُفًا مَّن فِضَّةٍ} فيها قولان:أحدهما: أنها أعالي البيوت، قاله قتادة، ومجاهد.الثاني: الأبواب، قاله النقاش.{وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} قال ابن عباس: المعارج الدرج، وهو قول الجمهور وأحدها معراج.{عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} أي درج من فضة عليها يصعدون، والظهور الصعود. وأنشد: نابغة بني جعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «إِلَى أَينَ» قال: إلى الجنة.قال: «أَجَل إِن شَاءَ اللَّهُ» قال الحسن: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل؟{وَزُخْرُفًا} فيه ثلاثة أقاويل:أحدها: أنه الذهب: قاله ابن عباس. وأنشد قطرب قول ذي الأصبع: الثاني: الفرش ومتاع البيت، قاله ابن زيد.الثالث: أنه النقوش، قاله الحسن.قوله عز وجل: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} فيه ثلاثة أوجه:أحدها: يعرض، قاله قتادة.الثاني: يعمى، قاله ابن عباس.الثالث: أنه السير في الظلمة، مأخوذ من العشو وهو البصر الضعيف، ومنه قول الشاعر: وفي قوله: {عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} ثلاثة أوجه:أحدها: عن ذكر الله، قاله قتادة.الثاني: عما بيّنه الله من حلال وحرام وأمر ونهي، وهو معنى قول ابن عباس.الثالث: عن القرآن لأنه كلام الرحمن، قاله الكلبي.{نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} فيه وجهان:أحدهما: نلقيه شيطانًا.الثاني: نعوضه شيطانًا، مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة.{فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} فيه قولان:أحدهما: أنه شيطان يقيض له في الدنيا يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام، وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية، وهو معنى قول ابن عباس.الثاني: هو أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير بهما الله إلى النار، قاله سعيد بن جبير.قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا جَاءَنا} قرأ على التوحيد أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص، يعني ابن آدم، وقرأ الباقون {جَاءَانَا} على التثنية يعني ابن آدم وقرينه.{قال يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعُدَْ الْمَشْرِقَيْنِ} هذا قول ابن آدم لقرينه وفي المشرقين قولان:أحدهما: أنه المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر كما قيل: سنة العمرين، كقول الشاعر: الثاني: أنه مشرق الشتاء ومشرق الصيف، كقوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}.قوله عز وجل: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ} وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قولان:أحدهما: إما نخرجنك من مكة من أذى قريش فإنا منهم منتقمون بالسيف يوم بدر.الثاني: فإما نقبض روحك إلينا فإنا منتقمون من أمتك فيما أحدثوا بعدك. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أُرِي ما لقيت أمته بعده فما زال منقبضًا ما انبسط ضاحكًا حتى لقي الله تعالى.قوله عز وجل: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} يعني القرآن ذكر لك ولقومك.وفي {لَذِكْرٌ} قولان:أحدهما: الشرف، أي شرف لك ولقومك، قاله ابن عباس.الثاني: أنه لذكر لك ولقومك تذكرون به أمر الدين وتعملون به، حكاه ابن عيسى.{وَلِقَوْمِكَ} فيه قولان:أحدهما: من اتبعك من أمتك، قاله قتادة.الثاني: لقومك من قريش فيقال: ممن هذا الرجل؟ فيقال: من العرب، فيقال: من أي العرب؟ فيقال: من قريش، قاله مجاهد.{وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} فيه وجهان:أحدهما: عن الشكر، قاله مقاتل.الثاني: أنت ومن معك عما أتاك، قاله ابن جريج.وحكى ابن أبي سلمة عن أبيه عن مالك بن أنس في قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} أنه قول الرجل حدثني أبي عن جدي.قوله عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ} فيه ثلاثة أقاويل:أحدها: يعني الأنبياء الذين جمعوا له ليلة الإسراء، قاله ابن عباس، وابن زيد، وكانوا سبعين نبيًا منهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فلم يسألهم لأنه كان أعلم بالله منهم، قاله ابن عباس.الثاني: أهل الكتابين التوراة والإنجيل، قاله قتادة، والضحاك، ويكون تقديره سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا.الثالث: جبريل، ويكون تقديره. واسأل عما أرسلنا من قبلك من رسلنا، حكاه النقاش.{أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ} وسبب هذا الأمر بالسؤال أن اليهود والمشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ما جئت به مخالف لمن كان قبلك، فأمره الله بسؤالهم لا لأنه كان في شك منه. واختلف في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لهم على قولين:أحدهما: أنه سألهم، فقالت الرسل بعثنا بالتوحيد، قاله الواقدي.الثاني: أنه لم يسأل ليقينه بالله تعالى، حتى حكى ابن زيد أن ميكائيل قال لجبريل: هل سألك محمد ذلك؟ فقال جبريل: هو أشد إيمانًا وأعظم يقينًا من أن يسألني عن ذلك.قوله عز وجل: {وَقالواْ يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} فيه أربعة أوجه:أحدها: أنهم قالوا على وجه الاستهزاء، قاله الحسن.الثاني: أنه يجري على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه، قاله الزجاج.الثالث: أنهم أرادوا بالساحر غالب السحرة، وهو معنى قول ابن بحر.الرابع: أن الساحر عندهم هو العالم، فعظموه بذلك ولم تكن صفة ذم، حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي.{بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} قال مجاهد: لئن أمنا لتكشف العذاب عنا، قال الضحاك، وذلك أن الطوفان أخذهم ثمانية أيام لا يسكن ليلًا ولا نهارًا.{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ} أي يغدرون وكان موسى دعا لقومه فأجيب فيهم فلم يفواْ.قوله عز وجل: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ} فيه وجهان:أحدهما: أن معنى نادى أي قال، قاله أبو مالك.الثاني: أمر من نادى في قومه، قاله ابن جريج.{قال يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} فيه قولان:أحدهما: أنها الإسكندرية، قاله مجاهد.الثاني: أنه ملك منها أربعين فرسخًا في مثلها، حكاه النقاش.{وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} فيه ثلاثة أقاويل:أحدها: كانت جنات وأنهارًا تجري من تحت قصره، قاله قتادة. وقيل من تحت سريره.الثاني: أنه أراد النيل يجري من تحتي أي أسفل مني.الثالث: أن معنى قوله: {وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} أي القواد والجبابرة يسيرون تحت لوائي، قاله الضحاك.ويحتمل رابعًا: أنه أراد بالأنهار الأموال، وعبر عنها بالأنهار لكثرتها وظهورها وقوله: {تَجْرِي مِن تَحْتِي} أي أفرقها على من يتبعني لأن الترغيب والقدرة في الأموال في الأنهار.{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} يحتمل وجهين:أحدهما: أفلا تبصرون إلى قوتي وضعف موسى؟.الثاني: قدرتي على نفعكم وعجز موسى.ثم صرح بحاله فقال: {أَمْ أَنَاْ خَيْرٌ} قال السدي: بل أنا خير.{مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} فيه ثلاثة أوجه:أحدها: أي ضعيف، قاله قتادة.
|